ومن جملة الحرية التي نادى بها الإسلام وانتهجها ودعا إليها حرية التفكير ، فالمرء غير معاقب على تفكيره حتى لو كان تفكيرا تحرمه الشريعة ، طالما لم يهم بعمله ، فإذا تحول هذا التفكير إلى عمل هنا يكون يعاقب ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها مالم تعمل به أو تتكلم " صحيح البخاري .
لقد اختار الإنسان منذ خلقه الله تعالى تحمل المسؤولية ، وفي إختياره لتحملها قمة الحرية قال تعالى : " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا " الأحزاب 72 فالحرية والعقل مناط المسؤولية ، والتكليف لايكون إلا للعاقل الحر ، إن الحرية التي ينادي بها الإسلام هي الحرية المسؤولة ، الحرية التي لاتضر الآخرين ، فلا ضرر ولا ضرار ، الحرية التي تبني لا التي تهدم ، الحرية التي تعلي من شأن الفرد لا التي تسقطه في مهاوي الرذيلة والضياع ، الحرية القائمة القائمة على النظام لا القائمة على الفوضوية ، فيا أيها الإنسان لقد خلقك الله لعبادته وعمارة كونه ، ولن يتأتى لك هذا إلا في ظل الحرية المسؤولة والمحاسب على نتائجها العادلة كما وكيفا .
والله ولي التوفيق "