عنوان لايختلف عليه أي مسلم متدبر قارئ لكتاب الله تعالى المعجزة الربانية الخالدة التي تكفل الله بحفظها قال تعالى(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ومن يفتح المصحف الشريف لقراءة ماتيسر له من كتاب الله تعالى تعبدا وتقربا إلى الله جل شأنه لابد له أن يعلم أن هناك آداب إسلامية تتعلق بهذه التلاوة المباركة وهي على نوعين :
1-آداب قلبية
2-وآداب ظاهرية
أما النوع الأول فهو معرفة أصل الكلام ويعنى ذلك التنبه إلى عظمة الكلام المقروء وعلوه ، وإلى تفضل الله ولطفه بخلقه ، حيث خاطبهم بهذا الكلام العظيم الشريف وتكفل تفضلا منه ورحمة بتيسير إفهامهم إياه ، ثم تعظيم منزل هذا الكتاب لأن الذي بين أيدينا ليس من كلام البشر وبصفة خاصة عندما نمر خلال التلاوة بصفة من صفاته ، أو إسما من أسمائه ، أوفعلا من أفعاله ونتوقف عنها للتفكير في عظمة الخالق جلا شأنه ، وبعد ذلك نستحضر حضور القلب عند التلاوة ثم تدبر المقروء والمسموع إذ لاخير في عبادة لافقه فيها ولاحضور قلب لفهم المعاني والعمل بمنطوقها ، واستشعار أن كل آية تخاطب القارئ شخصيا ، وهذا ما أكده ابن القيم رحمه الله بقوله " إذا أردت الإنتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه من تكلم به سبحانه إليه ، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم " ويتحقق هذا المعنى العظيم لفهم كتاب الله تعالى بالتأثر بكل آية يتلوها الإنسان فيرتعد خوفا عند الوعيد وذكر النار ويستبشر فرحا عند الوعد وذكر الجنة وبذلك يتجنب الإنسان النظر إلى نفسه بعين الرضا والتزكية
النوع الثاني الأداب الظاهرية : كالتطهر والتطيب ، ونظافة المكان واستقبال القبلة ، والجلوس بالسكينة والوقار واستحضار الحزن والبكاء وغيرها كثير .
نفعنا الله بما نسمع ونقرأ .