الحكمة لون من النثر وهي خلاص نظر معمق إلى الحياة وما يضطرب فيها من ظواهر تصدر عن ذوي التجارب الخصبة والعقول الراجحة والأفكار النيرة ، وقائلها حكيم ينظر إلى الأمور نظرة شاملة ويحللها تحليلا دقيقا ، ثم يصدر في شأنها حكما يظل سائرا مذكورا يعلق بالأذهان والقلوب فيجري على الألسن عبر العصور والأزمان لأن الناس يجدون في هذه الحكم هداية وإرشادا وتوجيها إلى ما يعينهم على الفلاح في حياتهم .
بعض الحكم وما تدعو إليه .
1- مصارع الرجال تحت بروق الطمع : فيها دعوة إلى القناعة فإن الطمع يقتل صاحبه .
2- رب ملوم لاذنب له : دعوة إلى التحقق من الأمر قبل توجيه اللوم للبرئ .
3- أدب المرء خير من ذهبه : يقصد به أن من إستعان بقوم غير صالحين لم يفلح في عمله ويكون مثله كمثل من يقف الماء في حلقه فلا يجد سبيلا إلى إزالة غصته فهي تدعو إلى حسن إختيار الأعوان والخلان .
4- إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأي كامل : أي إذا خانك من تحب اشتري له كي يعلمه معنى الوفاء .
5- لاتعتمد على قول تشك فيه : أي لاتفسد أمرا يعييك إصلاحه .
6- إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع : أي إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطيع الناس فعله ولا يعجزهم .
7- إذا ظلمت من دونك فلا تأمن عقاب من فوقك : أي كما تدين تدان وكما تفعل بغيرك يفعل بك .
8- إذا سلمت من الأسد فلا تطمع من صيده : أي إذا سمعت الرجل يقول فيك ما ليس فيك فلا تأمن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك .
هذا ماتيسر سرده مع الإيجاز والوضوح الذي هومن قبيل الحكمة التي تعني في مجملها وضع الشئ في موضعه الصحيح واللائق به وفسرها ابن عباس بأنها القرآن وقال آخرون هي السنة وأنوه إلى أن الكتب زاخرة بما فيه الفائدة والمتعة في هذا المجال فيرجع إليها لطلب الإستزادة .
والله ولي التوفيق ‘‘