الصراع بين الحق والباطل قائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وهذا يستلزم وجود قوم مخلصين يحملون راية الحق ، يدعون إليه ، ويذودون عنه ، وآخرين مع الباطل ، يدورون معه حيث دار ، يقفون في خندقه ضد الحق ، يساندونه ويدافعون عنه ، هؤلاء هم حزب الشيطان ، وقد كتب الله عليهم الفشل والخسران المبين قال تعالى : ( ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ) المجادلة 19 وهم بذلك يبذلون في سبيل باطلهم كل ما يملكون من الجهد والوقت والمال ، ولهم الخسارة والفضيحة قال تعالى : ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) الأنفال 36 ، أما أهل الحق فهم حزب الله وجنده ، وقد كتب الله لهم الفلاح والفوز والغلبة في النهاية قال تعالى : ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) المائدة 56 وفي آية أخرى قال تعالى : ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) المجادلة 22 وكل مايبذلونه في سبيل نصرة الحق والدفاع عنه وكشف زيف الباطل وتعريته فهو محفوظ لهم بل مضاعف في رصيدهم هؤلاء هم أهل الحق ، وأولئك هم أهل الباطل ، هؤلاء هم حزب الله ، وأؤلئك حزب الشيطان ، هؤلاء لهم الفلاح والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة ، وأولئك لهم الويل والثبور والخسران في الدنيا والآخرة وهؤلاء سيجدون ماأنفقوا من جهد ووقت ومال عند ربهم يوم القيامة محفوظا لهم ومضاعفا ، وأولئك سيجدون سرابا وحسرة وندامة ، ومقرهم نار جهنم وساءت مصيرا . ونتيجة الصراع المحتدم بين الحق والباطل نيجة معلومة لدى أهل الحق فهي في النهاية لصالح الحق قال تعالى ( هوالذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) الصف 9 وهل هناك أقوى وأوضح من هذا التعبير القرآني في ظهور الحق واندحار الباطل.