كان العرب في الجاهلية قوما فصحاء ولهم تأمل وتفكير فكانوا يضربون الأمثال ويحتجون بها ويعملون على ذيوعها ورواياتها ، والمثل جملة موجزة من القول تنقل عن موضع قيلت فيه إلى غيره مما يشابهه وهي تدل على أخلاق قائليها وتصور طباعهم وتشير إلى عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم ولذلك يستشهد بها في التعريف على أحوال المجتمع الجاهلي كما يستشهد بالشعر ، والمثل قول عربي له ذيوع واتنشاركما هو الحال بالنسبة للشعر ، والأمثال تمتاز بالإيجاز وجمال الصياغة وقوة التأثير ولا يلتزم أن يكون المثل صحيح المنحى فقد يشتهر مثل لايصح معناه في كل وقت ولكن صادف ظرفا شهيرا فاشتهر به ، ولما كانت الأمثال نتاج الناس جميعا فقد جمعت الصحيح وغير الصحيح ، حتى ضاقت المكتبات العامة والخاصة بالمؤلفات في هذا الفن الرائد والشيق ، وأما صنو الأمثال فهي الحكمة وهي وليدة عقل متميز ذي إرتفاع فلا بد أن تكون صحيحة وصادقة في كل الأحوال وسوف أتناولها بشئ من التفصيل في مقال مستقل .
وإليك عزيزي القارئ بعض الأمثال العربية ولمن تضرب .
1- أحشفا وسوء كيلة : يضرب لمن يجمع بين أمرين مكروهين .
2-أوسعتهم سبا وساروا بالإبل : يضرب مثلا لمن يقصر فعله ويطول لسانه .
3- جزاه جزاء سنمار : يقال لمن عمل صالحا وكوفئ بالسئ .
4- رجع بخفي حنينا : يضرب لمن يخيب في سعيه ولا يحقق مطلبه .
5- مكره أخاك لابطل : يضرب مثلا لمن يحمل على غير إرادته لفعل شئ .
6- سبق السيف العذل : يضرب لمن يندم على فعل الأولى تركه .
7- رمتني بدائها وانسلت : يضرب مثلا لمن يعيب غيره والعييب فيه .
8- كل فتاة بأبيها معجبة :يضرب مثلا لمن يعجب بمن يخصه وما يعمله .
وللأمثال كتب تبينها وتشرحها ، مثل مجمع الأمثال للميداني، والأمثال في القرآن ، والأمثال في السنة فارجع إليها للإستزادة
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .