بساط الورد ليست هذه رواية خيالية نأخذ أحداثها بالألباب ، ولا خاطرة وجدانية تتملك تجلياتها طيات الفؤاد ، بل هي عتاب فصول المحبة ، ووفاء إستدعته الرأفة والمحبة والمودة على حد قول الشاعر :
إذا ذهب العتاب فليس ود ** ويبقى الود ما بقي العتاب .
فكم من فضلاء وأذكياء وعقلاء حال دونهم العمل لدينهم وأمتهم ومجتمعاتهم عدم إنزال الناس منازلهم ؟؟
عجزوا عن قول كلمة توجيهية ؟ لأن الناس لم يجتمعوا في قاعة ينتظرون إطلالتهم وعن كتابة حكمة ؟
لأن الكون لم يترجمها على الواقع ، وعن تقديم خدمة أو إسداء نصيحة ، لأن المجتمع لايقدس أوامرهم ولا يرتجف خوفا من زواجرهم لن يشاركوا في عمل تطوعي ولا مشروع تطويري أو برنامج توعوي إجتماعي ؟ لأن نسبة نجاحه ليست 500% فهم لايقبلون بالفشل مع أنه بداية للنجاح .. ولا يضيعون أوقاتهم على أمة منكوبة ومنكودة الحظ !!
لم تسلم زمام أمورها إليهم ليقودوها للعلياء وليس عندهم إستعداد لعمل يعرضهم للوقوع في الخطأ لأنهم نسخة نادرة من البشر يترفعون عن الأخطاء .. ويأبون إعتزازا إعادة المحاولة فهذا شأن من دونهم على حد رأيهم ؟؟ يريدون العمل في أجواء من صنع خيالاتهم ليحققوا نتائج لاتصل إليها حتى أمنياتهم يريدونها حافلة بالهتاف والتصفيق ومثالية في التفاعل لن يحققوها حتى في أنفسهم فكيف يؤملونها فيمن حولهم إبتداء من الأبناء ومن يعولون وإنتهاء بالمجتمع ، وهم بذلك يجيدون التلصص والتملق وصناعة التاريخ والبطولات لأنفسهم ناهيك عن سرقة الأدوار المزدوجة فأصبحوا مشتتين وتائهين فلا التاريخ يرحمهم ولا الناس ترحمهم وتقبلهم .
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح أعمالنا .