جرت عادتي أن أعرف بالفن الذي أريد الكتابة في أي جزئية من جزئياته وهو ما قد يريح القاريء قبل الدخول إلى صلب الموضوع حيث يأخذ إنطباعا مسبقا عن ماهية وكنه مايدور الحديث حوله ومن تلك الفنون المحببة والمقربة إلى نفسي كثيرا الفن الأدبي بأنواعه المختلفة ومحور حديثنا هنا يدور حول تعريف مفردة الأدب التي تعنى في العصر الجاهلي الدعوة إلى الطعام حتى قال شاعرهم طرفة بن العبد .
نحن في المشتاة ندعو الجفلى *** فلا ترى الآدب فينا ينتقر
وفي العصر الإسلامي وتحديدا في عهد النبوة صارت كلمة ( أدب ) تطلق على معنى تهذيبيا تربويا يرقى بالأخلاق الحميدة إلى قمتها قال صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى " أدبني ربي فأحسن تأديبي " وفي هذا إشارة واضحة إلى أدب القرآن الكريم الذي أستمدت منه أخلاق الإسلام التي تحلى بها نبينا صلى الله عليه وسلم وخرجت لنا مدرسته الطاهرة جيلا من الرعيل الأول من كبار الصحابة والتابعين ومن تبعهم إلى أيامنا هذه تحملوا نشر الدعوة الإسلامية بين أصقاع المعمورة فانتشر الإسلام ورفعت رايته خفاقة حاملة وحامية راية التوحيد .
تلى ذلك العصر الأموي الذي اتسع فيه المعنى ليشمل التعليم أيضا حيث كان المعلم يسمى بالمؤدب فأخذ اخلفاء والأمراء وعامة الناس يعهدون إليه تأديب أبنائهم وتهذيبهم ، وقد وصف الجاحظ الأدب بأنه الأخذ من كل علم بطرف ووافقه ابن خلدون فيما ذهب إليه .
فنون الأدب نوعان هما :
1- الشعر وهو كلام جميل يتقيد بالوزن والقافية . وهو ثلاثة أنواع .
أ- الشعر الغنائي : وهو مايتطرق إلى الأغراض العاطفية ، كالفخر ، والغزل ، والمديح ، والرثاء ، والحكمة ، والهجاء . ومعظم شعرنا العربي من هذا القبيل .
ب- الشعر القصصي : أو شعر الملاحم وهو الذي يروي لنا سير وبطولات حقيقية أو خيالية وهذا النوع كثير في الشعر الأجنبي وقليل جدا في الشعر العربي كملحمة شوقي في التاريخ الإسلامي ، وملحمة حافظ إبراهيم ،في سيرة عمر رضي الله عنه ،وملحمة أحمد محرم .
ج- الشعر التمثيلي أو الدراما وهو الذي يعد للمسرح على ألسنة شخصيات ناطقة وهو أيضا كثير في الشعر الأجنبي قليل في الشعر العربي ومنه ،،، التمثيليات الشعرية ، وكمسرحيات شوقي وهي ست مسرحيات نظمها شعرا مثل بعضها على المسرح لعنترة وقيس وليلى .
2- النثر : ويكون كلاما مرسلا لايتقيد بالوزن وهو عدة أنواع منها الخطابة والقصة والرسالة والمقالة والرواية .
أترككم في رعاية الله وإلى لقاء آخر مع فائدة أخرى .