كثيرا مانسمع بهذه الجملة الرنانة الطنانة إما في النوادي والصالونات الأدبية أو في المحافل الدولية والإجتماعية والمجالس التربوية والمحاضرات الدينية وحلقات الوعظ والإرشاد كل يدلو بدلوه حسب نتاجه الفكري والثقافي أو حسب مشاهداته أو من خلال ما نقل إلينا من قصص وروايات ، وشاهدنا أن أكثر المتأثرين بهذا الإنفتاح الزائف الغير موجه هم من سافروا إلى البلاد الغربية أو هاجروا إليها إما للتعليم أو للبحث عن رغد العيش أو للسياحة بحثا عن متع الدنيا الفانية ، فهذه الثلة من إخواننا العرب والمسلمين أخذت في التقليد والإنسلاخ من هويتها العربية وثقافتها إلى التبعية المطلقة بلا تفكير وروية ورجعوا خائبين خاسرين بفكر الغرب الضال وثيابه الفاضحة بل جلبوها إلينا لتكون هي الخيار لشبابنا بذلك يكونوا قد جروا إلينا قبل أنفسهم الذل ومعاني الهزيمة النفسية، وحقيقة هذا الإنفتاح أنه نوع من الترهل والتسول الأخلاقي وتلقف كل جديد حتى لو كان على حسا دينهم وهلاك أمتهم ، وهذا إساءة بالغة للفكر ذاته ، كيف يكون ذلك ؟؟
أقول لكم : إن الإنفتاح لاينبغي أن يراد منه أكثر من الإستعداد والرغبة في الإطلاع على الجديد ومعطياته ومحاولة الإستفادة منه في تحقيق أهدافنا الإسلامية المخلصة والخالصة لأمتنا ، إنه أشبه باستعداد المحاور للسماع لمن يحاوره وبعد أن يسمع بوضوح يقرر وجهة نظره تجاه مايسمع ، ثم إن الإنفتاح المتزن يمكن الناس برؤية الجديد ليس في إطار حداثته ولكن في إطار نفعه وانسجامه مع ذاتيتنا وأهدافنا بمحاولة فهم المتغيرات الحاصلة من حولنا .
أتمنى أن أكون قد أسعدتكم لأنكم تستحقون مني ذلك .
قال المتنبي :
وإذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام
فهاماتكم وقاماتكم عندي كبيرة وعظيمة
والله أسأل أن يتقبل مني ومنكم