قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى .
آثرت أن أجمع أخبار الحمقى والمغفلين لثلاثة أشياء .
الأول : أن العاقل إذا سمع أخبارهم عرف قدر ما وهب له مما حرموا فحيثه ذلك على شكر نعمة الله .
الثاني: ترويح القلوب مطلوب ومرغوب فيه قال : الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه "روحوا القلوب واطلبوا لها طرف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان فالتمسوا لها من الحكمة طرفا .
ثالثا: العلماء الأفاضل وعامة الناس تجذبهم النكت والملح ويحبون الظرف والظرفاء ويرتاحون لهم ويستأنسون بهم لما ينشرون من روح الدعابة البريئة بين الناس ويهشون لها لأنها تجم النفس وتريح القلب من كد الفكر.
وضد الحالة السالفة الذكر لأنه كما يقال بضدها تتميز الأشياء أوتتماثل نذكر أنه يكره للرجل أن يجعل عادته إضحاك الناس ويتعمد ذلك بحيث يكون عادته ويخرج من هذا قليل الضحك فإنه لايذم شريطة أن يكون بحق وعلى حق فقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يضحك حتى تبدو نواجذه وإنه يكره كثيره لما روي عنه صلى الله عليه وسلم حيث قال: " كثرة الضحك تميت القلب " مما يدل على أن هناك قلب ميت وآخر سليم حي ، وعموما الإرتياح إلى مثل هذه الملح والنوادر يفيد في تجديد النشاط والإستعداد النفسي والذني والبدني .
والله تعالى أعلم