الأخلاق الفاضلة من الصفات الحميدة التي ينبغي التحلي بها بل حض ديننا وأمر بها ، والأخلاق يمكن أن يولد بها الإنسان فتكون جبلة له كما أنه يمكن أن يكتسبها عن طريق : قراءة القرآن الكريم والتأثر به قولا وعملا ، أو عن طريق مدارسة السنة النبوية المفسرة للقرآن ، وعن طريق طلب العلم على يد العلماء الصالحين ، وكذلك عن طريق مصاحبة الأخيار حتى قيل في ذلك " عن المرء لاتسأل واسأل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدى ، ويتبع ذلك القدوة الحسنة لما لها من تأثير عظيم على الفرد والمجتمع وقد سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم فقالت ( كان خلقه القرآن ) إنه تعبير بليغ موجز مؤثر هادف من مدرسة النبوة الخالدة ففي إستطاعة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن تخوض في التفاصيل وتشرح لنا الدين كله لكنها عدلت إلى جملة مفيدة تؤدى الغرض وتفي بالمعنى ،، وبجملة هذه المعاني الفذة الناضجة التي وردت إلينا من الرعيل الأول بزغ فجر الإسلام فجاء وسط بين الأديان لا إفراط فيه ولا تفريط ووسط في الأخلاق والحض عليها بين غلاة المثاليين الذين تخيلوا الإنسان المسكين ملاكا أو شبهه فوضعوا له من القيم والآداب ما لايمكن له وبين غلاة الواقعيين الذين حسبوه حيوانا أو شبيهه ، فأرادوا له من السلوك مالا يليق به ، فأولئك أحسنوا الظن بالفطرة الإنسانية فاعتبروها خيرا محضا وهؤلاء أساءوا بها الظن فعدوها شرا خالصا فوكلهم الله أنفسهم فهلكوا .. والفريق الخير أحسن الظن بالله وتوكلوا عليه فنالوا رضى الخالق وفازوا بالسعادتين (الدنيا والآخرة ) وبذلك كانت نظرة الإسلام وسط بين هؤلاء وأولئك .
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه آمين .