الله سبحانه وتعالى كما جاء في الحديث (جميل يحب الجمال ) وليس هذا فحسب ، بل إن في ذلك إشباعا لحاسة الجمال في نفس المسلم ، فيتولد في أعماقه إيمان شديد بعظمة الخالق سبحانه وتعالى الذي أحسن كل شئ خلقه ، الذي صورنا فأحسن صورنا ، وخلقنا في أحسن تقويم حسب قوله تعالى( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) 4 سورة التين
وقوله تعالى ( خلق السموات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير ) 3 سورة التغابن والقرآن الكريم والسنة المطهرة قد حثا على الإهتمام بالجمال والتجمل بكل أبعاده وجوانبه ، ولا يقتصر الجمال على المظهر والشكل الخارجي بل يتعداه إلى جمال الروح والأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة والقلب السليم ، ومما لاشك فيه أن الإبتسامة الصادقة من ضمن شروط الجمال ؛ لأن المبتسم جميل ، والتبسم نوع من أنواع الجمال الراقي الذي يوحي بالإنشراح والغبطة والسرور ، والود الإنساني ، وإذا وصف الشخص بالرفق في السلوك والكلام وكذلك الفعل فذلك نوع من الجمال ، ويقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " إن الرفق لايكون في شئ الا زانه ولاينزع من شئ الا شانه " وديننا الإسلامي يدعو دائما ويحث على الإهتمام بالمظهر الشخصي والناحية الجمالية أي التزين ليكون المسلم متناسقا في ملبسه جميلا في مظهره بعيدا عن الإهمال والقبح حيث قال تعالى ( يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لايحب المسرفين ) 31 سورة الأعراف ، وبالنسبة للمرأة فلابد من أن يقترن جمال روحها وعقلها مع جمال شكلها ، ليشكلا معزوفة جميلة ، تتنسم نغماتها المرأة ، فتتألق ، لتحسن بالرضا ، مما يمنحها جمالا إضافيا ينمو ويزدهر بالرغم من مرور الأعوام المتلاحقة من عمرها ، لقد صدق من قال : إن الفضيلة والعفة والشرف وطيب النفس والحياء من مظاهر الجمال ، لأن الجمال بلا أخلاق ليس بذي قيمة ، ولاننسى القول بأن المرأة الجميلة تملك القلوب ، لكن المرأة الفاضلة ، تسرق العقول ، ويقال : لاتخطب المرأة لحسنها ، ولكن لحصنها ودينها ، فإن اجتمع الثلاثة فذلك هو الجمال المطلق ، وإن اقترن بالخلق الحسن فذلك هو منتهى الجمال والحسن ، ومما لاشك فيه أن في إستطاعة الإنسان أن يشتري جمال الوجه والجسم بسهولة في عصر تقدم التقنية الطبية كما يشتري الزهور والورود ، بينما العقل الراجح والنفس الطاهرة البريئة والقلب الوفي ، فإنها لاتشترى ولاتباع .
وللحديث صلة بإذن الله تعالى .