ولتحديد صفات جمال الفرد ، فإن ذلك يعتمد على مزيج من الجمال الداخلي الذي يحتوي على عوامل نفسية ، تمثلها الشخصية والذكاء والرشاقة والجاذبية وخفة الدم ،والمميزات الأخلاقية ، والجمال الخارجي ، الذي يحتوي على عوامل فيزيائية ، مثل الصحة والشبابية ، والتماثل والتناسق ، والمتوسط في المقاييس ،وشكل تقاطيع وتقاسيم الوجه ، ونلاحظ عقد المسابقات المحلية والعالمبة للجمال ، مثل مسابقة ملكة جمال العالم ، ومسابقة الرجل الوسيم ، حتى تعدى ذلك البشر إلى الحيوانات أكرمكم الله وأعزكم كل ذلك لقياس الجمال الخارجي ، بينما نجد أنه من الصعب قياس الجمال الداخلي ، مع أن بعض المنظمين لتلك المسابقات يعتبرونه من ضمن معايير مقياس الجمال ، يعتبر متوسط المقاييس أهم مقياس للجمال الخارجي ، فمثلا لاأنف كبير أو صغير ، بل متوسط ، ولا أذن كبيرة أوصغيرة ، بل متوسطة وقس على ذلك في البشر بين الطول والقصر ، كما يؤخذ في الإعتبار نسبة الخصر للأرداف كأحد المقاييس للجمال الخارجي ويشذ من ذلك إعتبار أن العيون الكبيرة جميلة في نظر أغلب الشعوب ، كما أنه في غابر الأزمان حيث قلة الطعام تعتبر المرأة السمينة أكثر جمالا من المرأة النحيفة عند بعض الشعوب ، ومع الإدراك والتمعن في النظر نجد أن مخلوقات الله تعالى غاية في الجمال ، وآية في الحسن ، لكن في المقابل قد يتساءل البعض هل هناك مخلوق قبيح ؟ وللإجابة على ذلك علينا أن نذكر المثل الذي يقول : (القرد في عين أمه غزال ) لذلك عموما كل المواليد البشرية وغيرها جميلة في أعين أمهاتها ومن يحبونها وجنسيا كل أنثى من جميع الأجناس سواء بشرية أو غير بشرية جميلة في عين الذكر من الجنس نفسه،
وبجانب المتعة الحسية للإنسان هناك متعة النظر والإحساس بالحسن ، والإرتقاء بالشعور عند مشاهدة بعض الإنتاج البشري الجميل بوحي من رب العالمين ، من لوحات فنية ، أو صور قطع منحوتة أوسماع لحن موسيقى أو قصة أدبية أوقراءة ديوان شعري ، لذلك يطلق لفظ جميل وجميلة ورائع ورائعة على تلك الأنواع من أشكال الفنون والآداب ، فهناك مثلا لوحة فنية جميلة يشعر من يشاهدها بروعة الإحساس الجميل في مشاهدتها والتمعن فيها ، أو قطعة موسيقية رائعة لحنها جميل تطرب لسماعها الآذان ، أورواية رائعة مؤثرة تعيش بعمق في أحداثها عند قراءتها .
والذي أعلمه أن عموم النساء يستمتعن ويطربن لسماع لفظة (أنت جميلة أورائعة أو حسناء ) وإن كان ذلك على حساب الجوهر وعلى سبيل الخدعة والتملق والتزلف الذي يلجأ إليه كثير من الرجال نفاقا وطلبا لمآرب أخرى . قال أمير الشعراء أحمد شوقي مقطوعة شعرية تصور هذا المعنى .
خدعوها بقولهم حسناء .... فالغواني يغريهن الثناء
وأخيرا أقول لذلك المخلوق المسكين الضعيف ( الإنسان ) بجميع أديانه ومعتقداته من مسلمين ومسيحيين ويهود وهندوس وبوذيين وغيرهم ، الذين يحبون الجمال وينفعلون بالجمال ويعيشون الجمال ويتوقون للجمال : أن يتعرفوا على الخالق الجميل ، والإله العظيم ، وأن يؤمنوا بجماله ، ويدينوا لكماله ، وأن له القوة والعزة جميعا ، ويعملوا جميعا على نبذ الطائفية البغيضة ، ليتعايشوا جنبا إلى جنب ، بحب وسلام وطمأنينة ليستمتعوا بالعالم الجميل وبكل ماهو جميل من خلقه سبحانه وتعالى وختاما تذكروا أن الله جميل يحب الجمال .
ولكم تحياتي ""