السجون كثيرة ومتنوعة وإن اتحدت تحت مسمى واحد عرفها الناس بها منها ماهوحسي وما هو معنوي كسجين الفكرة ، وسجين القوافي ، وسجين الفكر ، وسجين الحب والحنين ، وسجين الجن أو حبيسها ، وبالنظر إلى هذه المفاهيم نجد أنه ألفت فيها أمهات الكتب العظيمة التي لها دورها البارز في وصول الفكر إلينا والنهوض بالعلم والعلماء ، والمجال هنا لايتسع لشرحها لكن أكتفي بتسليط الضوء على واحدة منها لأقرب للأذهان دقة اللفظة وقوتها وسمو معناها .
إن أشد سجون الحياة على الإطلاق حسب رأي فكرة خائبة ضائعة يسجن الحي فيها_ أقصد هنا أن تكون تلك الفكرة حبيسة النفس _ فلا هو يستطيع أن يدعها ولاهوقادرأن يحققها أو ينقلها فمثل هذا يمتد شقاؤه ما يمتد ولايزال كأنه على أوله لايتقدم إلى نهاية ولايرجع إلى بداية ويتألم أشد الألم ولا تزال الحياة به تشعره أن كل مافات من العذاب إنما هو بدء العذاب فلا هو ينفع نفسه ولا غيره .
جعلنا الله ممن تتضح لهم الرؤية فيستفيد من وحدة الفكرة والهدف .
الرئيسية 
