عندما تعشقك أغنية ، ويداعب روحك الأمل ، برغم الجراح ، برغم الذات المثقلة ، برغم الوجع والملل ، من تزايد النظرات المحدقة المتلاحقة التي ترمى بها وتلحفك حرارتها سواء من الآخرين أو من الغرباء تتحسس بيدك أعمدة الإنارة ، وجدران البيوت لكي لاتصطدم بأحدهما أو كلاهما فلا تحس من أحد يحاول أن يأخذ بيدك إلى بر الأمان ، تشتاق روحك أن ترى ألوان الطيف الزاهية فتلتفت فلا تعثر على رسام ماهر يلونه لك لتضعها على لوحتك الخاصة ، تستحثك الخطى ويعتريك الشوق ويسكنك الحنين لرؤية زرقة البحر وتراقص أمواجه فتصطدم أحلامك بمن هم حولك فيطوقون سمعك بإنشغالهم الدائم عنك حفاظا على مشاعرك من الجراح . يشل لسانك من الكلام ويمضغك الصمت حين يجتمع حولك الناس في مجلسك وتثرثر ألسنتهم بالكلام وتصمت أحاسيسهم ومشاعرهم الدافئة ، تتعطش روحك لمعرفة جمالك الخارجي فتقف أمام المرآة طويلا تنتظر فلا تستطيع رؤيته .