يمنحنا الزمن ما لانستطيع أن نمنحه .. سيل عرم من الأحداث المتلاحقة .. المليئة بالمواقف .. والصفعات .. والتاريخ الذي يعيد نفسه بطرق متنوعة .. ونمنح الزمن ما لايستطيع أن يمنحنا إياه .. زهرة أعمارنا التي تذهب مع الريح ولاتعود ..كل يوم يمضي نركض خلفه نندب رحليه وهكذا تكون الأيام رحيلا ونحيبا ، جل أحزاننا تتكدس تحت وسائد نومنا .. فنهرب منهل بإيذاء الجسد حتى ينهكه الهروب .. عجيب هذا الوقت عندما يضيق ولا يمنحنا فرصا متكررة للعودة إلى الوراء قليلا لتصحيح مافات ، وأعجب منه الذين يساعدونه على إنتحار اللحظات التي تأتي لحيات ولاتسعد بها دهشة في كيف جاءت حتى تعلن الرحيل، أرواحنا مربوطة بهم إن ابتسموا أشعلت النوافذ أنوارها وأرخت الأشجار أغصانها وأصبحت الحياة ظلا ظليلا ، وإن قطبوا الحاجبين أسدلت الشمس ستارها وأوقفتنا الأحداث لانلوي على شئ لانستطيع العودة والطريق أصبح طويلا وشاقا عبثا أن نحاول الإنتصار على قلوبنا وعبثا نحاول التحكم بوخز الألم ينخر في أجسادنا ويحكي مافي قلوبنا من حب وصدق وإخلاص ولولا أن كان ذلك الوخز يعبر عن حب عظيم سكن في أعماق لبحثنا عن أطباء تشفينا من ذلك الألم، سعداء بهذا الألم فهو إحساس صادق لايفقهه المنجمون ، ليتنا نستطيع أن نعود إلأى بطون أمهاتنا فنولد من جديد، أرى ذلك أقل صعوبة من البحث عن مشاعرنا التي أسقطت على قارعة الطريق نحن من بعثرناها ونسبنا الحادثة للقدر وهو برئ منا براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام .
الرئيسية 
