بعد أن تكلمنا عن قصة الفلسفة يسرني أن أعرج إلى موضوع له صلة بسابقه وهو (موت الفلاسفة ).يرصد لنا الفيلسوف الإنجليزي سيمون كريتشلي في كتابه موت الفلاسفة موقف الفلاسفة حيال الموت منذ القدم حتى الوقت الراهن ، حيث يشير إلى أن نقطة إنطلاق فكرة هذا الكتاب كانت جملة كتبها له أحد أصدقائه مفادها أن التفلسف هو تعلم المرء كيف يموت ، ويقدم سيمون هذا كتاب الصادر عن دار غرا نتابول في 336 صفحة توصيفا لموقف الفلاسفة أمام الموت ولظروف موتهم منذ الحقب القديمة حتى اليوم من خلال سبعة فصول : تشمل تاريخ الفلاسفة خلال جميع الحقب والحضارات تحت عنوان (ما قبل سقراط الحكماء السفسطائيون تلامذة أفلاطون وأرسطوا ثم أصحاب نزعة الشك ثم الفلاسفة الصينيون الكلاسيكيون والرومان والأفلاطنيون الجدد وأخيرا الفلاسفة العصور الوسطى من المسيحيون والمسلمون واليهود ومن الفلاسفة الذين يتم التعرض لهم هيراقليط من سنة 540 _ 480 قبل الميلاد الذي كان عدوا للإنسانية وتشرد في الجبال وكان من نتيجة ذلك إصابته بسوء التغذية حتى مات .
ومنهم الفيلسوف فرنسيس بيكون الذي اشترى خلال رحلة في فصل الشتاء دجاجة وكان برفقة طبيب إسكتلندي ووضعها في الثلج من أجل حفظها حيث كان يعتقد أن الثلج يحفظ الأطعمة مثل الملح ، فكانت تلك الدجاجة سببا في وفاته، ومنهم البيركاموا الذي أمضى حياته متأملا بمعنى الحياة توفي بحادث عند إرتطام سيارته بجذع شجرة على حافة الطريق ، وديكارت الذي مات بضربة برد ،وفولتير خصم الكنيسة الدائم وذلك عندما طلب الإعتراف براهب كنسي وهو على فراش الموت ، ومنهم كانت ، وسارت وغيرهم كثير وقس أخي القاري الكريم هلاكهم بمثل هذه الطرق البائسة لأنهم أمضوا معظم حياتهم بلا هدف وأشغلوا عقولهم بسفاسف الأمور وأتفهها فكانت نهايتهم توازي أفعالهم وأعمالهم التافهة .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .