تقول الشاعرة الهندية جيتجالي.
كل صباح ... عندما أحي العالم
يتهدج قلبي وتمتلئ عيناي بالدموع ... نعم الآن يمكنني أن أموت ... آه ثم آه لا ..
لايا إلهي ..ياإله الموت والحياة
أرجوك اجعلني أعيش ولوقليلا ... ضميني بقوة ياأمي العزيزة
لاتتركيني أغرق مأساتي ...أعدك الا أتكلم بيأس مرة أخرى.
إنها سيرة حزينة لفتاة هندية ماتت قبل أن تعرف أنها شاعرة كانت تعرف أنها جيدا ستموت ولكن لم يخطر ببالها أبدا أن أحدا ما سيهتم بما تكتبه على أوراق صغيرة وتخبئه في حجرتها الباردة التي ترقد بداخلها في انتظار الموت من مرض السرطان كانت تكتب بوح خاطرها وأحلامها وأحزانها وتتعمد إخفاء ذلك تحت الملاءات وخلف المقاعد ، وداخل أغطية الوسائد حتى عثرت أمها على كل ذلك ولكن بعد موتها .
واسمها جيتجالي ومعناه في اللغة الهندية أغنية التضحية وهذا عنوان لكتاب شهير لطاغور، وفي توصيف لتجربتها كونت جيتا وهو اسمها المختصر مجموعة من العلاقات الثاقبة مع كل الأشياء المحيطة بها مع الشمس لحظة الغروب ، والقمر في نهاياته ،ومصباح الزيت لترى به النور ،ومع كلبها الصغير الذي سمته (موني ) والغراب (اوسكار ) وأخيرا مع الموت الذي تناديه (يا صديقي المجهول ) .
وتكتب قائلة :
فلتلتصق الأعين المعلقة ... مرة أخرى
على الباب
ذلك الباب الذي يعلم الميعاد
والذي يتصرف ببعض الوقت
لشخص
يحتضر..
إنها أغنية جيتا أغنية ضحى بها الموت .