لماذا يتم إطفاء شموع غيرنا أو الأخرين عندما يكون عصيا في وصله ووصاله ؟؟
لأننا نريد أن نترك لشموعنا ولشموعه وشموعك معا إنارة الدرب لقلوب في زمن الجفوة
والإنكسار.. وهذه الشموع بنورها الخافت الهادئ قال: عنها حكيم الصين العظيم كونفشيوس (لاتلعنوا الظلام ، ولكن أوقدوا الشموع ) لأن ظلام العقل الصخري القوي الصادق يحتاج
إلى وهج النهار النير كي يعقل أمره ، وهكذا يكون الصفاء والنقاء وطهارة القلوب ، بينما ظلام القلب المستعصي على حبه وصدق نواياه يفتقر إلى شمعة تعيد إليه نبضه وخفقانه ، لأن الحب الكبير الطاهر الصادق يتحمل الصدمات الطارئة .. لأنه أقوى من اليأس ، صحيح أن في الحب عذاباته كالحرمان والجفا والهجران الا أن البعض من عذاباته تلك يوصل إلى عذوبته متى كان هادئا.. ومعافى ، لأننا نخشى حب الجنون ونخافه لأنه طيش تحكمه العاطفة العمياء ، أما جنون الحب إن جاء فإنه قمة الإنصهار بين قلبين .. حتى لو افترقا ، والوصول إلى الشئ الجميل يمر أحيانا بالأشواك والحفر بقدر مايمر بالأشواق والأناة والآهات والتحنان والشوق والسهاد والسهر .. ليكن حبنا أقوى من أن نثأر منه بالقطيعة والهجران ونحوله إلى حائط مبكي لايقدم ولايؤخر، الحب يعني أن نضحي من أجل الحب ، حتى وإن جاءت صدماته تفيض الدمع من عيوننا وتترك اللوعة والأسى والحزن .. ولاذنب للحب فيما يجري حولنا من جفوة وأنين وضجر ، فالذنب والخطيئة للذين يرون الحب واحة كلها رياحين وأزهار متفتحة حيث الحديقة الغناءة التي تكسوها الورود الجميلة التي تحف حولها الأشواك .. كالحب تحيط به الأشواق الوالهة والمعذبة.
ارجو أن أكون قد وفقت في إمتاعكم وإسعادكم لأنكم تستحقون مني ذلك ، وأفيدكم بقبولي وبترحيب بالغ بالرأي والرأي الأخر .