كلنا نعرف أن من أسماء الله الحسنى الجميل كا أن أروع وأصدق عبارة قالها الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله جميل يحب الجمال ) ويكفي في جماله أن له العزة جميعا والقوة جميعا والجود كله والإحسان كله والعلم كله والفضل كله ، ولنور وجهه الكريم أشرقت الظلمات ، وجماله سبحانه وتعالى متعدد ، فهناك جمال الذات والصفات ، والأفعال ، وجمال أسمائه الحسنى ، وصفاته صفات كمال ،مثل الرحمة ، والبر والكرم والجود ، وأفعاله أفعال حكمة وعدل ورحمة، دائرة بين أفعال البر والإحسان وبين أفعال العدل والرحمة ، التى يحمد عليها لموافقتها للحكمة والحمد ، كلها خير وهدى ورحمة ورشد وعدل ، وصنعه وخلقه أحسن صنع وخلق ، أتقن ما صنعه ، وأحسن ما خلقه ، لذلك مخلوقاته آية في الحسن والجمال والإبداع ، ومما لاشك فيه أن الكون والوجود يحتويان على أصناف متعددة من الجمال ، جمال من صنع الله تعالى ، فهو الذي كساه الجمال وأعطاه الحسن ، وحقا إن هذا الكون بديع ، وهو إبداع فوق الخيال ، , هذا الوجود جميل ، وجماله فوق التصور ،حيث إن جماله وحسنه لاينتهيان، ولايمكن تصوره ووصفه ، وا ذا أرد ت أن ترى الجمال الباهر ، فإنك تراه في روعة خلق الطبيعة فمثلاانظر إلى رحابة الفضاء الواسع الذي لايمل البصر إمتداده ولا يبلغ البصر مداه ، إنه الجمال الذي يملك الإنسان أن يعيشه ، وكن لايجد له وصفا ، فيما يملك من الألفاظ والعبارات ، وعندما تنظر إلى السماء وهيبتها ، ترى روعة انتثار الكواكب وزينتها وفتنة النجوم وتلأ لؤها في الليالي الحالكة ، فمشهدها ومنظرها جميل في السماء الفسيحة ، جمالا يأخذ القلوب ويأسر العقول ، وعند طلوع البدر في ليلة مقمرة يتغنى الشعراء بطلوعه ، وينبهر الأدباء بنوره الأخاذ الباهر وروعة منظره ، وبجانب جمال الكواكب والنجوم والقمر ، هناك جمال يأخذ العقل ، يظهر في حسن شروق الشمس وغروبها ، فإذا أشرقت أرسلت أشعتها الذهبية الكون لتفرح وتبهج القلوببروعة إشراقها ، وبديع جمالها ، وعند مغيبها تعجز الأقلام عنما تصف جمال وروعة هذا المغيب ، وكما هو معلوم يوجد تناسق وتناغم في الوجود لذلك يبتهج الناظر المتأمل إلىالطبيعة الساحرة لأنها تملك لبه ، وتهز إحساسه ، وتثير مشاعره ،إنه يبتهج لمنظر الأشجار بأطوالها وأنواعها المختلفة ، والثمار اليانعة عليها ، والورود والزهور المتفتحة والزكية الرائحة ، والأنهار ذات المياه العذبة الجارية ، والشلالات الساحرة ، والطيور المغردة ، والحدائق الغناء والمروج الخضراء ، إنها عظمة الخالق الجميل وإعجازه .