المدرسة االسريالية بريد يتجاوز الواقع وينقل رسائل العقل الباطني إلى الأعين ولدت هذه المدرسة في حضن الأدب وعاشت أحلى صورها تشكيليا وهى التي نشأت في فرنسا ، ولم تلقى رواجا وقبولا الا في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين عنوانا أو صفة تشكيلية ، بعد أن لامست ما كان يوصف بها الشعر بعد الثورة الفرنسية ، وقد عرفت بهذا المسمى الا أن هناك صفة ملازمة لها تدعى ( الفواقعية ) وتعنى أي فوق الواقع ويشار في كثير من تفسيرها إلى أنها مذهب فرنسي حديث في الفن والأدب ، يهدف إلى التعبير عن العقل والباطن بصورة يعوزها النظام والمنطق وحسب تنظير أندريه بريتون لها فهي آلية أو تلقائية نفسية خالصة ، من خلالها يمكن التعبير عن واقع إشتغال الفكر إما شفويا أو كتابيا أو بأي طريقة أخرى ، وقد اعتمد السرياليون في رسوماتهم على الأشياء الواقعية التي تستخدم كرموز للتعبير عن أحلامهم والإرتقاء بالأشكال الطبيعية إلى ما فوق الواقع المرئي وقد لقيت السريالية إنتشارا كبيرا بلغ ذروته بين عامي 1924/ 1929 وكان آخر معارض السرياليين في باريس واشتهر في هذا الإتجاه الفنان الأسباني سلفادور دالي (1904 /1989) واعتبر أهم السرياليين العالميين لكثافة إنتاجه ، هذه المدرسة أو النهج خصوصا في جانب الفنون التشكيلية بعد أن ولد في حضن الأدب ، الا أنه عاش أحلى صورة تشكيليا ، فكان بمثابة بريد تجاوز به الفنانون الواقع ونقلوا به رسائل العقل الباطني إلى الأعين ، لم تكن السريالية يوما وقفا على الأوروبيين ، بقدر ما كانت أيضا في كثير من دول العالم ، لكنها أخذت حقها من الإعلام والتوثيق والإعتراف الرسمي في فرنسا ، هذا الأسلوب وجده الكثير من التشكيليين في عالمنا العربي مجالا رحبا للتعبير مع قلة عددهم فقد تشكلت له جماعة في مصر وفي سوريا ولم تستمر ، وبرز فيه نخبة عربية لفتت الأنظار بقدرتها على تحويل الحلم أو الخيال إلى صور مرئية ، ومن الأسماء البارزة في هذا الجانب والأسلوب مجالا للتعبير والإبداع ، ففي المملكة العربية السعودية الفنانان عبدالحميد البقشي وخليل حسن خليل وهما الأبرز ، وفي الكويت عبدالله القصار ومن مصر محمد رياض سعيد ، وفي بعض أعمال عبدالله المحرقي في البحرين ورائد السريالية في سوريا روبير مكي .
هذه زاوية مقتضبة عن مبدعين ساهموا ويساهمون في مسيرة الفن التشكيلي كفن من الفنون الجميلة .
الرئيسية 
